النهضة الأوربية

Admin عدد المساهمات : 301 تاريخ التسجيل : 04/11/2007

النهضة الأوربية

يعتبرازدهار التجارة وتطور المدن وتقدم العلوم وتطور الطباعة: من أهم دوافع النهضة:
انطلقت النهضة من إيطاليا: :- منذ ق 15 برزت مرافق اقتصادية جديدة وتقلصت أهمية الأرض، اعتمد الاقتصاد على التجارة الخارجية وظهرت فئات اجتماعية جديدة ( تجار حرفيون مرابون...) كونوا مدنا مستقلة ( البندقية جنوة فلورنسا نابولي...) كانت تتنافس فيما بينها في التجارة وفي استقطاب العلماء والمفكرين والفنانين.- كانت إيطاليا حلقة وصل أساسية بين الشرق والغرب، عبرها انتقلت الحضارة الإسلامية واليونانية واللاتينية كما أنها كانت عاصمة للبابوية لذلك استقبلت كثيرا من المسيحيين خاصة بعد سقوط القسطنطينية سنة 1453.
ساهم اختراع الطباعة في نشر أفكار النهضة: :- دفع الرواج الفكري إلى البحث عن طريق لتوفير الكتب بتكاليف أقل، فبعد أن كانت تنسخ من طرف الخطاطين وبعد أن عرفت الطريقة الصينية بطبع الحروف على ألواح خشبية استطاع "كوستر" أن يصنع حروف متنقلة من الخشب إلا أن أهمية اختراع غوتنبرغ سنة 1455 تتجلى في وضع آلة متنقلة بحروف معدنية تنسخ 100 نسخة في الساعة.- انتشرت الطباعة بسرعة كبيرة خلال ق 16 حيث تم إنجاز 150 مليون نسخة ل 200 ألف كتاب مما سمح بانتشار كتب التراث القديم وكذا الأفكار الجديدة

اهتمت الحركة الدينية بالتراث الإنساني ونشر الأفكار العلمية وإعادة الاعتبار للإنسان:
الإنسيون والتراث الإنساني: الإنسيون نخبة من من المثقفين ( رجال الدين, أساتذة، كتبيين،نبلاء، رجال المال والسياسة...) جمعت بينهم روابط فكرية وجعلوا من الإنسان محور تفكيرهم واهتمامهم, من أشهرهم "إيرازم". عمل الإنسيون على إحياء التراث القديم اليوناني أو اللاتيني ونشروا المؤلفات العلمية القديمة وترجموها ووضعوا القواميس في المجال الأدبي والعلمي وشجعوا التعليم.- خلقت الحركة الإنسية آدابا ونظريات علمية ففي المجال الأدبي ظهرت الكتابة باللغات الوطنية ففي فرنسا كتب عدد من المفكرين الفرنسيين مثل"رابلي" و"مونطيني" و"كالفين" الذي ترجم الكتاب المقدس إلى الفرنسية. في إيطاليا كتب "ماكيافيلي"كتابه"الأمير" يدعو فيه إلى فصل السياسة عن الدين. أما في ألمانيا فقد ترجم لوتر الإنجيل إلى الألمانية وفي بريطانيا كتب شكسبير روايته المشهورة بالإنجليزية.
خلقت الحركة الإنسية نظريات علمية: :- عرف الطب تقدما مهما حيث بدأ الأطباء يمارسون التشريح رغم معارضة الكنيسة. واعتمد البحث العلمي على المنطق والتجربة والتحليل لاستنباط النتائج.- ظهرت نظريات لتفسير الكون ( كوبرنيك، كاليلي...)
أعادت النهضة الفنية الاعتبار للإنسان: :- ركز فنانو النهضة على الإنسان وقدموه في أحسن صورة من حيث جمال وقوة جسمه فهو أفضل كائن في الوجود وقد اعتمدوا في إنجازاتهم على قواعد رياضية ومقاييس مضبوطة كما اهتموا بتصوير المناظر الطبيعية وتصوير حياة الإنسان اليومية. اهتم فنانو النهضة بالمعمار وإقامة التصور للأمراء والبرجوازيين, وأصبحت للفنانين مكانة مرموقة في المجتمع مثل " ليوناردو دافينشي" ( 1519-1452) الأدبي والمهندس والرياضي والنحات والرسام, و"مكاييل أنجلو" الشاعر والرسام والنحات ( 1564-1475).

فساد الكنيسة وانتشار أفكار النهضة أدى إلى قيام حركة الإصلاح الديني:
فساد الكنيسة وانتشار أفكار النهضة:
* كان يسود في الكنيسة نظام تراتبي على رأسه البابا, وقد انكبوا على جمع الأموال( أعشار- ضرائب- هدايا) وتخلوا عن واجبا تهم الدينية وأصبحوا يعيشون حياة ثراء وترف ويتدخلون في النزاع بين الأمراء كما أصبحوا يتاجرون فيما سمي بسكوك الغفران
.* نتج عن ذلك صراع بين الأساقفة وسكان المدن الناشئة الذين يدعون إلى محاربة نفوذ الكنيسة و بين الفلاحين وحتى مع الأمراء والنبلاء، وقد ساهم في تأجيج هذا الصراع مفكرو النهضة.

قامت حركة لوتر الإصلاحية في ألمانيا:
*عانت ألمانيا أكثر من غيرها من تدخل الكنيسة مما عاق تطور المدن وحد من سلطة الأمراء، فلتفوا حول أفكار مارتن لوتر 1546- 1483 ( أستاذ للفلسفة واللاهوت بجامعة كوتنبرغ، معادي لرجال الدين وتصرفاتهم، دعا إلى معارضة بيع سكوك الغفران شرح الكتاب المقدس وترجمه للألمانية) نادى بإسقاط سلطة البابا ونزع أراضي الكنيسة واعتبر أن الله غفور رحيم وأن الإيمان حالة فردية لا تحتاج إلى وسطاء, ودعا إلى خلق كنيسة بسيطة ومتواضعة.
*لقيت هذه الأفكار انتشارا واسعا داخل ألمانيا وخارجها وسط الأمراء والتجار وخاصة وسط الفلاحين الذين تشجعوا بإقامة انتفاضة عنيفة سنة 1542.

من ألمانيا انتشرت أفكار لوتر في كل أقطار أوربا:
*في فرنسا عارض الملك هذه الأفكار لما أثارته من اضطرابات مما جعل أتباع الإصلاح يفرون إلى سويسرا بزعامة كالفين( 1564- 1509) وقد كان راهبا اعتنق أفكار الإصلاح ودافع عنها, وفي جنيف أسس جمهورية تيوقراطية جعل السلطة فيها بيد المرشدين الدينيين.
*إصلاح كالفين: أولوية للكتاب المقدس، قام بمبدأ التبرير بالإيمان ثم مبدأ القدر ودعا إلى إلغاء التراتبية وحذف الطقوس, ودعا إلى بساطة الكنيسة، شجع أيضا المبادرة الحرة وأباح السلف بالفائدة وأيد السياسة الاستعمارية.
* في انجلترا انطلقت حركة الاصلاح على يد قادة حركة الإنسية الإنجليزية، لكن عندما انحاز البابا إلى جانب ملك إسبانيا في الصراع مع انجلترا حول توسع العالم الجديد, دعا الملك هنري الثامن إلى الخروج من الكنيسة والسيطرة على ممتلكاتها فأعلن زعامته للكنيسة الإنجليزية 1531، وفي 1534 أصدر البرلمان (قانون السيادة) وبذلك ظهرت الكنيسة الأنكلكانية.